في الصميم

فوز عزيز وفرحة وطن

أنور البكر



خلال الأسبوع الفائت طغى فوز منتخبنا الوطني لكرة السلة على نظيره الإيراني على كل الأحداث الرياضية المحلية، وأصبح حديث الشارع الرياضي المنتشي بفوز عزيز طال انتظاره لأكثر من عقدين بحسب مختصين بالأرشفة الرياضية.

هذا الفوز الكبير ما كان ليحصل لولا تظافر الجهود من جميع المعنيين بدءا من اللاعبين والجهازين الفني والإداري ومروراً باتحاد كرة السلة المؤقت وليس انتهاء بالمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام الذي وفر الدعم وهيأ أفضل شروط التحضير والمشاركة لهذا المنتخب وباهتمام خاص من رئيس الاتحاد الرياضي العام الأستاذ فراس معلا الذي تابع اصغر التفاصيل وعلى مدار الساعة منذ بداية المعسكر التدريبي في دمشق وبعدها في المعسكر الخارجي في روسيا وصولاً إلى أيام المباريات، والأهم من ذلك موافقته بل إصراره على استقدام مدرب أجنبي متمكن وتجنيس لاعب أجنبي على مستوى عال كما ثبت من خلال المباريات.

نعتقد أن أهم أسباب نجاح هذه التجربة هو اهتمام المعنيين بكافة مستوياتهم بأدق التفاصيل ومتابعة كل صغيرة وكبيرة تخص المنتخب دون النظر إلى ما يتطلبه ذلك من جهود يومية وتكاليف مادية قد يراها البعض كبيرة ولكنها بالحقيقة ضمن الحدود الطبيعية إن لم نقل أقل بالنظر لأهمية الاستحقاق وقيمة الانجاز الذي تحقق، والذي جلب الفرحة لوطن كامل بحجم سورية، وهو ما عبر عنه شخصيا المدرب الأجنبي الذي اعتبر أن انجازه الحقيقي ليس الحصول على نقاط المباراة بل صنع الفرحة التي غمرت قلوب الشعب السوري برمته ووصفه كأفضل انجاز له طوال مسيرته الرياضية.

نعود إلى أسباب النجاح وإلى التفاصيل وهذه المرة إلى تلك التفاصيل المتعلقة بالمباراة (الحدث) بين منتخبنا الوطني ونظيره الإيراني، حيث ظهر جلياً أن أحد أهم أسباب تحقيق هذا الفوز هو قدرة المدرب على الحفاظ على الروح العالية للفريق، وثقته بالقدرة على التعويض في أصعب لحظات المباراة ونقصد حين كان منتخبنا متأخرا عن خصمه بعشر نقاط, ومع ذلك لم يدخل اليأس إلى نفوس اللاعبين والمدرب وتابعوا اللعب بحماس واندفاع اكبر وكأنهم هم المتقدمون، وهذا بالضبط ما كنا نعاني منه دائما في منتخباتنا ليس في كرة السلة وحسب، بل وفي مختلف ألعابنا.

أخيراً.. فوز منتخبنا على إيران انجاز مهم بكل المقاييس وتجربة غنية لمنتخبنا والمعنيين به، والأمل أن تكون هذه التجربة نقطة تحول ايجابية في مسيرة السلة السورية من خلال البناء على الايجابيات وتجاوز كل السلبيات التي هي بالتأكيد موجودة تحت مجهر القائمين على السلة السورية, ليكمل منتخبنا مشوار الانتصار ونراه بين كبار القارة الآسيوية.