في الصميم

لا للتبرير... نعم للتقييم

أنور البكر



لا صوت يعلو فوق صوت منتخبنا الأول لكرة القدم الذي يشغل الشارع الرياضي السوري ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، الكل يدلو بدلوه وكل حسب خبرته ومعرفته وثقافته واختصاصه أو حتى ميوله ورغباته، وبالعموم تتقاطع كل الآراء عند نقطة واحدة هي عدم القناعة بالمستوى الذي قدمه المنتخب في ظهوره الأخير بالمباراتين الوديتين ضمن معسكره التحضيري في الإمارات أمام أوزبكستان والأردن.

لن نخوض في التحليل الفني لأداء الفريق فهذا من شأن أصحاب الاختصاص ولكننا سمعنا ما قالوا وقرأنا ما كتبوا عن هذا الموضوع وهم بالأغلب انتقدوا الأداء بشيء من القسوة أحيانا وبدبلوماسية أحيانا أخرى دون أن يختلفوا على النقطة الأساسية وهي عدم الرضى خاصة في مباراة منتخبنا أمام الأردن.

ما نريد قوله انه على اتحاد كرة القدم أن يكون شجاعا وشفافا هذه المرة وان لا يستخدم أسلوب التبرير للمدرب واللاعبين بل أن يواجه مدرب المنتخب بحقيقة انه لم يقدم ما كان مأمولا منه مع المنتخب وان يستمع لوجهة نظره حول الأسباب التي أدت لذلك (إن وجدت) وهل يمكن التغلب عليها على المدى المنظور وضمن الوقت المتاح لنا قبل دخولنا المنافسات الرسمية وهي ليست بعيدة على كل حال.

في اتجاه مواز على لجنة المنتخبات الوطنية التي قيل إنها هي من اقترحت استقدام المدرب المعلول أن تقوم بعملية تقييم دقيقة (وهو من صميم عملها واختصاصها) لفترة عمل المدرب وان تخلص لنتائج واضحة، تحدد فيها ما يجب القيام به من خطوات للمرحلة المقبلة وان تتحمل مع اتحاد كرة القدم مسؤوليتها في المستقبل إيجابا آو سلبا.

إلى جمهورنا الغالي وإعلامنا الرياضي.. مصلحة المنتخب فوق كل اعتبار، والمبالغة في النقد والقسوة على اللاعبين والمدرب واتحاد الكرة قد يؤثر على مسيرة المنتخب وهذا ما لا يريده أي عاقل ومحب للوطن ومنتخب الوطن.

إلى اتحاد كرة القدم.. تصالحوا مع حقيقة أن وضع المنتخب ليس بخير، استمعوا إلى كل الآراء برحابة صدر وخذوا ما تعتقدون انه مفيد وعالجوا الأمر بهدوء وروية وسنكون كلنا داعمين لعملكم أولا ولمصلحة منتخبنا أولا وثانيا وعاشرا.