في الصميم

لماذا التكريم؟

أنور البكر


أقام الاتحاد الرياضي العام حفل تكريم أنيق ومميز لمنتخبنا الوطني لكرة السلة بمناسبة فوزه على نظيره الإيراني ضمن مباريات النافذة الثانية للتصفيات الآسيوية لكرة السلة.

وتساءل البعض عن الهدف من هذا التكريم طالما أن منتخبنا لم يتأهل بعد إلى النهائيات الآسيوية وما زال أمامه مباراتان هامتان أمام قطر والسعودية وبناء على نتيجته في هاتين المباراتين سيتحدد مصيره في التأهل.

بداية.. البعض ممن طرح هذا التساؤل لم يطرحه بحسن نية بل لأسباب وغايات شخصية لها علاقة بخلافات له مع بعض القائمين على كرة السلة وكان ذلك واضحا منذ فترة تحضير المنتخب ومراهنتهم على فشل المنتخب في هذه التصفيات وهؤلاء البعض لا يهمنا أن نشرح لهم عن أسباب هذا التكريم لأنهم بالأصل لا يريدون أن يعرفوا أو أنهم يعرفون ويحرفون لان الحقيقة لا تنسجم مع رغباتهم ودوافعهم ورهاناتهم.

أما البعض الآخر الذي تساءل عن هذا الأمر بحسن نية وقياسا لما هو متعارف عليه في تقاليد التكريم لدينا وفيما يخص منتخبات كرة السلة بشكل خاص نقول.

أولاً.. صحيح أن انجاز منتخب كرة السلة هو عبارة عن فوز في مباراة واحدة إلا أن هذا الفوز وبهذا التوقيت بالذات يعادل الفوز ببطولة لان فرحة جمهورنا به كانت تعادل ذلك

ثانيا.. الفوز جاء على حساب منتخب كبير هو المنتخب الإيراني الذي تفوق علينا في جميع اللقاءات السابقة منذ أكثر من عقدين وأخرها قبل عدة أشهر حين فاز على منتخبنا بنتيجة محبطة لكل جمهور السلة السورية وصلت لفارق الأربعين نقطة.

ثالثاً.. فوز منتخبنا على إيران أعاد كرة السلة إلى الواجهة جماهيريا وإعلاميا واهتماما ودعما من القيادة الرياضية بعد فترة من الإحباط واليأس الذي أرخى بظلاله على هذه اللعبة وهذا بحد ذاته دافع للاحتفال بالفوز لأنه اخرج سلتنا من الظلمة إلى النور ومن الإهمال إلى الاهتمام والدعم وكلها أشياء تساعد على عودة سلتنا إلى ألقها وهذا الأهم برأينا أما موضوع التأهل فسيكون نتيجة لهذا الاهتمام والدعم وليس العكس.

أخيراً.. وبناء على ما سبق نقول أن هذا التكريم خطوة طبيعية من القيادة الرياضية بل وضرورية لإعطاء هذا المنتخب الزخم الذي يستحق ولمن يخالفنا الرأي ولم تقنعه الأسباب التي ذكرت نقول له دعونا نبالغ في فرحتنا بهذا المنتخب لنعوض شيئا من أحزاننا وخيباتنا الماضية... دعونا نفرح بهذا الاهتمام والدعم (المبالغ فيه) كما تقولون بدل أن نشكو من الإهمال والشح والتقصير والخيبات... دعونا نفرح ونتأمل أن يكون هذا الفوز نقطة تحول نحو ما هو أجمل وما هو أفضل لكرة السلة السورية.