في الصميم

مبادرات مطلوبة

أنور البكر


عانت رياضتنا خلال العقد الأخير من التضييق والحصار الذي تعاون على فرضه (الأقرباء) قبل الغرباء، وخسرت رياضتنا خلال تلك السنوات الكثير من فرص المشاركة والحضور في عديد من الاستحقاقات الخارجية الى جانب اضطرارها للاعتكاف محليا على صعيد المعسكرات التحضيرية.

ومنذ بداية العام الحالي فرضت جائحة كورونا شروطها القاسية على رياضتنا كما هو حال كافة البلدان حيث تم إلغاء كافة البطولات والدورات والبطولات القارية والدولية الخارجية وصولاً إلى تأجيل دورة الألعاب الأولمبية (طوكيو 2020) وحتى على صعيد الأنشطة والبطولات المحلية التي نفذت بشكل خجول يتناسب مع الشروط الصحية المطلوبة التي فرضتها الجائحة.

أمام هذا الواقع كان لابد لرياضتنا أن تبحث عن نوافذ معينة تتيح لألعابنا رؤية ما هو خارج الصندوق الذي وجدت نفسها فيها نتيجة ظروف فرضت عليها.

احد أهم الحلول التي اجترحتها القيادة الرياضية هي توقيع اتفاقية تعاون رياضي مع جمهورية كازان الروسية التي تمتلك بنية تحتية مناسبة لاستضافة المعسكرات التدريبية لكافة الألعاب.

أولى ثمار الاتفاقية كانت إقامة معسكر تدريبي طويل لمنتخبنا الوطني لكرة السلة بتكاليف مادية معقولة وبنتائج جيدة..، وعلى الطريق وضمن المدى المنظور هناك معسكرات تدريبية لمنتخبات المصارعة والكرة الطاولة والريشة الطائرة والملاكمة وهكذا بالتتابع حتى تشمل هذه المعسكرات اكبر عدد من منتخبات ألعابنا.

نعتقد انه يجب تعزيز هذه التجربة المفيدة والبناء عليها حتى يتاح لألعابنا التحضير المناسب للمشاركات القادمة والأهم أن تأخذ اتحادات الألعاب دورها في هذا الاتجاه من خلال البحث عن نوافذ جديدة تطل بها رياضتنا على المحيط الدولي عبر التواصل مع اتحادات وطنية أخرى لإقامة معسكرات تدريبية مشتركة مع منتخباتها (غير مجانية) كما أشار رئيس الاتحاد الرياضي العام في أكثر من مناسبة, ولكن بتسهيلات معينة وضمن شروط مادية ملائمة تتفق مع الإمكانات المتاحة.

في اتجاه آخر على اتحادات الألعاب التواصل مع الاتحادات القارية والدولية لألعابها للاستفادة من كافة المنح والمساعدات التي تقدمها هذه الاتحادات, أو الاتحادات الوطنية الراعية والداعمة لبعض الألعاب كما يفعل الاتحاد الياباني للجودو الذي يقدم مساعدات كبيرة لنشر اللعبة وتطويرها في البلدان الأخرى وكان لنا نصيب منها قبل حوالي العام وبجهود طيبة من رئيس الاتحاد السابق والحكم الدولي في اللعبة ياسين الأيوبي, او حتى على صعيد التواصل مع شركات عالمية تدعم بعض الألعاب وهو ما تم الاستفادة منه مؤخراً من خلال تواصل رئيس اتحاد كرة الطاولة بسام خليل مع شركة عالمية هندية قامت بتقديم تجهيزات وأدوات تخصصية عالية الجودة وبمواصفات دولية لكرة الطاولة السورية والتي وصلت قبل أيام إلى مرفأ اللاذقية.