في الصميم

مبادرات مفيدة

أنور البكر


دورة دولية بمشاركة عربية وأجنبية يستضيفها الاتحاد السوري للمصارعة منتصف آذار القادم وبطولة دولية للقوة البدنية بإشراف الاتحاد الدولي تقام في دمشق منتصف شهر حزيران القادم، وبطولة عربية لبناء الأجسام ينظمها الاتحاد السوري للعبة خلال شهر أيلول القادم في مدينة اللاذقية.

أخبار قد تبدو طبيعية للوهلة الأولى، ولكنها قياسا بالظروف الصحية الصعبة التي تجتاح العالم بسبب فايروس كورنا فهي تعتبر تحد كبير لهذه الاتحادات ومن خلفها الاتحاد الرياضي العام...، وبالنظر لظروف بلدنا الذي يتعرض للحصار والتضييق والمقاطعة الظالمة منذ عدة سنوات فإن هذا الأمر يبدو أشبه بالمغامرة.

من قام باقتراح تلك الأفكار ومن تبناها ودعما يعرف تماما مدى صعوبة تنفيذها على ارض الواقع، ويدرك أيضاً حجم التحديات التي ستواجه المنظمين لإنجاح مثل هذه الاستضافات التي تحتاج للكثير من الخبرات والجهود والإمكانات التي هي صعبة المنال بالنسبة لبلد عانى على مدار سنوات وما زال يعاني ويلات الحرب والحصار، ومع ذلك فهذه الاتحادات ومن خلفها المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي قبلوا هذا التحدي وهم ماضون في انجازه وكلهم ثقة بنجاح سعيهم هذا.

وبعيدا عن كل تلك الصعوبات التي ذكرناها فإن استضافة هذه الاستحقاقات بات أمر مطلوب بل وضروري ليكون بوابة العبور لعودة رياضتنا إلى وضعها الطبيعي لناحية حضورها وتفاعلها مع المحيط الخارجي الذي أغلقت أبوابه ونوافذه على ألعابنا منذ عدة سنوات، إضافة الى الفائدة الكبيرة جداً لهذه الدورات على مستوى اللاعبين والكوادر الفنية والتنظيمية التي افتقدت القيام بمثل هذه المهام منذ وقت طويل.

طوبى للاتحادات التي تقوم بمبادرات مفيدة وتجتهد وتبادر وتسعى لتضيف شيئاً جديداً لألعابها, وتعمل جاهده لتترك بصمة مضيئة في مسيرة عملها, ولا عزاء للاتحادات التي تفتقد إرادة العمل وتستكين للظروف المحيطة ويكون أكبر همها أن تبحث عن شماعة تعلق عليها اسباب تراجع العابها وابتعاد كوادرها وأبطالها.